بحث هذه المدونة الإلكترونية

30‏/12‏/2021

عن عتمة الشعر التي تشفي من أضواء العالم - وقائع ثلاثة أيام مؤتمر قصيدة النثر في الجامعة الأميركية في بيروت

مجلة شعر  ليلى بعلبكي أدونيس  لور غريب يوسف الخال أنسي الحاج فؤاد رفقة خالدة سعيد محمد الماغوط وشوقي أبي شقرا


سيلفانا الخوري - زينب عساف


مؤتمر "قصيدة النثر"، الذي أقيم على مدى ثلاثة أيام في الجامعة الأميركية من تنظيم برنامج انيس المقدسي للآداب، كان فترة للتفكير بهذه القصيدة بعد نحو نصف قرن من انطلاقتها. المداخلات حملت عناوين عديدة، وطرحت أسئلة متنوّعة، بين محاولات تعريفية جنينية وآفاق تجريبية لغوية تواكب تطورها.
افتتح اليوم الاول بـ"حلقة تأسيسية نظرية" شارك فيها كل من عبد القادر الجنابي وأسعد خير الله وأحمد بزون وادارها ماهر جرّار. تحت عنوان "اسئلة ومنعطفات" قدم خير الله بعض المحاولات التعريفية للشعر ثم طرح عدداً من الاشكاليات المتعلقة بقصيدة النثر، خاتماً بنظرة حول دور ممكن للكومبيوتر في اكتشاف الايقاع العام للقصيدة النثرية. واشار بزون في كلمته الى غياب نظرية شعرية عربية لقصيدة النثر، وقال ان بياني ادونيس وانسي الحاج "لم يشكّلا نظرية عربية، انما كانا اشبه بتلخيص للنظرية التي اعدتها الفرنسية سوزان برنار في كتابها الرائد حول قصيدة النثر". بينما طرحت كلمة الجنابي التي القاها جرار مجموعة من الافكار المتعلقة بتاريخ قصيدة النثر وجوهرها المصطلحي، مضيئاً مجدداً على كتاب برنار المشهور واعتبر ان "قصيدة النثر هي قصيدة اداتها النثر"، وان شعريتها تكمن في اللاغرضية التي تسمح بتمييزها عن سواها من اشكال التعبير الادبي.

انتباه المطلق الى لغته


حملت الحلقة الثانية عنوان "اللغة والايقاع" وشارك فيها كل من منير بشور وانطوان ابو زيد وجمانة حداد وعقل العويط وادارها ناظم السيّد. في البداية ألقى بشور كلمة تكريم لأدونيس، عاد فيها الى اللقاء الاول به، مركزاً خصوصاً على مؤلفه "كتاب". وتحت عنوان "القاموس والايقاع" اختار ابو زيد ثلاثة شعراء لبنانيين هم عبده وازن ووديع سعادة وبسام حجار ليجري في اعمالهم قراءة منهجية تعتمد على تصنيف الكلمات الموجودة في شعرهم الى حقول معجمية كبرى. ثم انتقل ليبيّن ان لكل شاعر عالماً متميزاً، حازه من خلال تركيزه على جانب من التشكيل المعجمي.
اما حداد فتحدثت عن علاقتها بقصيدة النثر من خلال محاور ثلاثة: كقارئة وكشاعرة ومن ثم كمترجمة، مضمّنة كلمتها ثلاثة اقتراحات أساسية: ان يُرفع في ختام المؤتمر كتاب الى وزارات التربية والتعليم في لبنان والعالم العربي يطالب بإدراج قصيدة النثر في المنهج التعلمي في المدارس والجامعات، وان يصدر عن المؤتمر بيان يعلن فيه الشعراء المشاركون قرارهم اعتبار مسألة مشروعية قصيدة النثر "في حكم المنتهية تاريخياً ونقدياً وشعرياً"، واخيراً أن تتشكل "لجنة ترجمة لقصيدة النثر العربية".
انتقد الشاعر عقل العويط في مداخلته التي حملت عنوان "هل من حاجة الى مؤتمر حول قصيدة النثر؟" النقاش النقدي العربي المستمر حول قصيدة النثر ووقوعه في الحلقة المفرغة. قال: "لم يتقدم النقاش النقدي العربي منذ الستينات خطوة جوهرية واحدة في اتجاه الغوص على شعريات النثر الجديدة، لدرس بناها واشكالها وايقاعاتها ورؤاها، وتفكيك مكوناتها الخلاقة وكشف احتمالاتها التأويلية، والخروج بخلاصات موضوعية هادئة في شأنها"، معتبراً ان هذا النقاش "يحيا خارج حركية التاريخ الادبي وتحولاته وتجاربه". واذ سأل: "هل من حاجة لمؤتمر بديهي وكهذا المؤتمر؟" لم يتوان عن الاجابة في شكل جازم: "اعتقد ان لا. واقول هذا قطعاً. اذاً، ليسحب البساط نهائياً من تحت الطاولة السفسطائية العربية التي لا يزال الجالسون حولها، والمتنطحون الى الجلوس، يصولون ويجولون، تنظيراً مفجعاً منذ خمسين عاماً وهلمّ". واضاف اخيراً: "الشعر هو انتباه المطلق الى لغته. الشعر هو. فحسب. والشعري هو. ويكون. وكائن. ليس إلا. كان ينبغي لادارة هذا المؤتمر ان تجعل نقد هذا الشعر، بقصائده ونصوصه، هو اشكالية هذا المؤتمر الجوهرية، وان يكون هذا العمل النقدي بالذات، هو الخبز والخمر على الطاولة التي نجتمع حولها"، خاتماً: "لنخترع لنا لغة جديدة. ونثراً جديداً. ولنبدأ من جديد".

فلسفة القصيدة


"قصيدة النثر بين الشعر واللاشعر، بين الذات والخارج" عنوان المحاضرة الثالثة التي ضمت كاظم جهاد، جرجس شكري، صباح زوين ويوسف بزّي، وتغيّب عنها كل من جمال باروت وأمجد ناصر.
بداية مع تكريم الشاعر شوقي أبي شقرا، الذي تحدّثت زوين عنه وعن تجربته الشعرية والصحافية. وتحدّث شكري عن علاقة المدينة بالسيرة الذاتية، معتبراً أنه إذا سلّمنا بأن قصيدة النثر هي سيرة ذاتية، فإن الشعر في جميع العصور هو أحد تجلّيات هذه السيرة الذاتية. وكون المدينة هي عنوان الكثافة الاجتماعية فهي بالتالي مسرح يؤدي فيه الناس ادواراً متباينة. وتكلّم بزي عن شعراء تبدو قصائدهم على صلة خاصة بتقنيات الفنون البصرية، من حيث اعتماد الكتابة على عين الكاميرا وحركتها وأسلوب المونتاج والإيقاع التصويري.
ثم كانت مداخلة قيّمة وعميقة لكاظم جهاد الذي تحدّث عن "فلسفة قصيدة النثر"، لا "قصيدة النثر والفلسفة" كما جاء في البرنامج، أي الفلسفة الجمالية والفكرية، والبعد النقدي الضمني الذي تقوم عليه هذه القصيدة. واعتبر جهاد ان قصيدة النثر الفرنسية لم تبقَ في الإطار شبه الأوليّ، ولكن الغني بإرهاصات البدايات الجادّة والواعدة، التي رسمها لها بودلير. بودلير الذي كان لقصيدة النثر كبولس للعقيدة المسيحية. مع رامبو ومالارميه وشعراء القرن العشرين، شهدت هذه القصيدة نمواً وتوسّعاً هائلين، وعمد الكثير من ممارسيها إلى خرق المحرّمات. على أي حال، فإن أسس هذه الفلسفة تبدو في أعمال بودلير وسابقيه من الرومنطيقيين "الهامشيين" إلى رامبو ومالارميه وريفردي وماكس جاكوب وهنري ميشو ورينه شار.
وحول توافر مثل هذه الفلسفة للشعراء العرب الممارسين لقصيدة النثر، اعتبر جهاد أنه رغم وجود العديد من الدراسات، إلا أنها لم تكن عميقة وجادة، لأن التفكير العربي في قصيدة النثر ما برح يكرر مقولات سوزان برنار في كتابها الضخم والمتثاقف أحياناً و"الثرثار" في جميع الأحوال، الذي سبق ثورة النقد السيميولوجي بعقد أو يزيد.
وقرأ عباس بيضون مداخلة أمجد ناصر تحت عنوان "طرق منحرفة إلى قصيدة النثر"، التي تطرّق فيها إلى كونه شاعراً تجريبياً، قائلاً: "الأمر بكل بساطة أنني لا أجرّب من أجل التجريب، أي أن الوجهة العامة لأعمالي لا تصدر من هذه المنطقة عن سابق إصرار وترصّد".

إشكاليات من الماضي


الجلسة الاولى في اليوم الثاني حملت عنوان "قصيدة النثر: الاتجاهات والاشكاليات" وضمت كلا من سليمان بختي ويحيى جابر وحمزة عبود وعبده وازن وسامر ابو هواش وبلال خبيز وادارها يحيى جابر. القى اولاً بختي كلمة في تكريم الشاعر فؤاد رفقة، تحدث فيها عن تطور شعره ومميزاته وعلاقته بالادب والشعر والفلسفة الالمانية. اما عبود فانتقد الموضوع الذي طُلب منه التحدث فيه وهو "الاتجاهات الاساسية في قصيدة النثر العربية" لأنه، برأيه، لا يشكل قضية بارزة في قصيدة النثر، وان كلمة اتجاهات في حد ذاتها تعود "الى المفاهيم النقدية التي راجت منذ اربعينات القرن الماضي"، وانها كانت تعكس في الستينات على نحو متفاوت اصداء الايديولوجيات في ذلك الوقت. وتحت عنوان "قصيدة اللاشكل او قصيدة الاشكال المتعددة" بدأ وازن كلمته بالقول ان قصيدة النثر لم تعد تحتاج الى من يدافع عنها وانها بلغت مرحلة يمكن ان نقول انها حققت فيها نصرها، لكنه اضاف انه حتى في هذا الشأن لا يمكن "ان نقف عند انتصار ما لأنها (اي قصيدة النثر) هي ابنة التحول الدائم". واعتبر اننا بتنا اليوم في زمن لم تعد المواصفات التي وضعتها سوزان برنار لقصيدة النثر اي الايجاز والكثافة والتوهج والمجانية قادرة على تحديد قصيدة النثر، وان هذه الاخيرة ماضية "صوب الحرية المستحقة لتصل الى اللاشكل القائم على ابتداع اشكال جديدة غير معروفة".
انطلق ابو هواش من تجربته الشخصية ليتحدث عن "اشكالية التلقي" ويخلص الى القول ان الشعر يحتاج الى "مكان ومكانه حيث نحكي عن التواصل والتلقي"، مشيراً الى ان ظاهرة نوادي قراءة الشعر التي ظهرت اخيراً في بيروت تعبّر عن "حاجة فعلية لمثل هذا الفضاء المفقود".
وتحت عنوان "هل من فاعلية ممكنة واغراض اخرى لقصيدة النثر؟"، قدّم خبيز مداخلته في سياق آني حيث الكلمة "التي كان الخلق في البدء صفتها، لم تعد تستطيع ان تخلق". واعتبر ان موقع الضحية الذي تلوذ به قصيدة النثر اليوم مؤثرة البوح على الهجوم "يفسح الطريق امام جرافات السلطات الاخرى المقرقعة في اذن العالم العربي عموماً".
الجلسة الثانية غاب عنها شارل شهوان ومنذر المصري، وكانت بعنوان "مستقبل قصيدة النثر" وضمت كلاً من محمود شريح وصباح الخراط زوين ومحمد مظلوم وادارت الجلسة عناية جابر.
في تكريم توفيق صايغ تحدث شريح عن مميزات قصيدة الشاعر وشكلها الآخذ من التراث والمنفتح على الوافد. وعرضت زوين لموضوعها الذي حمل عنوان "شكل الكتابة من شكل المكان" من باب العلاقة بين قصيدة النثر والمدينة والجسد المتحرّك فيها. واعتبرت ان هذه القصيدة هي تقنية قبل كل شيء، مشيرة الى التشظي الذي يصيب اللغة في اصطدامها بالواقع المديني.
وركزت كلمة المصري التي القاها ماهر جرار على مستقبل قصيدة النثر حيث اشار الى ان "ما نعتبره اليوم شعراً ونفكر بما يمكن ان يكون مستقبله، قد يختلف الى درجة يصير فيها فناً من جنس آخر، مع اختلاف كبير في الطرائق والادوات كما في الاغراض والمآرب، لا بل قد يأتي يوم ليس بهذا البعد كما يبدو، تزداد فيه عزلة الشعر وتزداد هامشيته، حتى ينقرض".
عن "جدل الاشكال في الشعر العربي" رصد مظلوم النموذجين "العراقي والشامي" اللذين كتبا خارج ايقاع البحور التقليدية متحدثاً عن غياب النموذج الواضح والمحدد لشكل قصيدة النثر في الثقافة العربية وان الوصول الى الشكل "الاكثر هجنة" هو السمة الممكنة لقصيدة النثر.

ثورة على عمود الهوية


"مستقبل قصيدة النثر" عنوان الجلسة الأخيرة في المؤتمر التي أدارها حسين بن حمزة، وشارك فيها: علاء خالد، لآله بهزادي، وشربل داغر.
وتناولت بهزادي في مقاربتها مميزّات نوع من النصوص نُشرت في تسعينات القرن الماضي، خصوصاً في مصر، وسميت النصوص "المفتوحة" أو "الكتابة عبر النوعية" لأنها بقيت بين النثر والشعر، أي انها كانت قصائد لا تتمتّع بميزات القصائد المعروفة، وفي الوقت نفسه قصصاً لا تتبع السرد التقليدي. وحاولت الإجابة عما إذا كانت قصيدة النثر هي امتداد لهذه النصوص.
واعتبر خالد أن ما حفظ قصيدة النثر حتى الآن هي تقنية الحكي، وهي التقنية التي أتت من حقول أدبية أخرى. أي أن الحكاية أصبحت بوصلة القصيدة لضبط الشكل والنفس الشعريين، معتبراً أن المستقبل سيرتبط بهذا النوع من السرد الحكائي، وأن قصيدة النثر ستستمر بانفرادات شخصية، وبموهبة شعراء وحدسهم.
في حين سأل داغر عن مستقبل هذه القصيدة، وتدافعات الكتابة واعتمالاتها والمواد والعلاقات والبنى، معتبراً أنه يجب وضع القصيدة في امتحانات ممكنة ومتوقعة لها، ما يفضي إلى شيء من مقبلها الراجح، عملاً بما قاله نيتشه: "لسنا حذّاقاً كفاية لكي نتوصل إلى رؤية الجريان شبه المطلق للمقبل، كما ان الثابت لا يستديم إلا لأن أعضاءنا الفظّة تختصر الأشياء وتعيدها إلى مخططات عمومية، فيما لا يوجد أي شيء وفقاً لهذه الصورة".

مسك الختام لعباس بيضون


وختاماً كانت الكلمة - الخلاصة لعباس بيضون، الذي قدّم له كاظم جهاد. وقال بيضون في كلمته: "لسنا نسّاكاً ولا جنوداً ولا كهنةً ولا ثوّاراً. وما اجتمعنا لأجله اليوم يفرّق ولا يجمع، فالشعر كما نعلم عزلة وليس نسباً ولا حزباً ولا طريقة. مع ذلك فإن ابتهاجنا بهذا اللقاء فوق ما نرجوه منه، ولا ينغّصه أن ظرفاً عملياً حرمنا من لقاء آخرين تمنينا رؤيتهم معنا. بعد نصف قرن على قصيدة النثر لن يكون هذا الاجتماع تأسيسياً بالطبع، ولن يكون دفاعاً متأخراً ولا مديحاً فائتاً. مع ذلك فإن سعادتنا به ليست إلا لأنه بلا تبعات. نجتمع بعد نصف قرن لنجد أن قصيدة النثر ليست واحدة وانها بعد كل هذا الزمن لم تشكّل نوعاً موصوفاً، وأننا إلى الآن لا نعرف كيف نردّها إلى الشعر وكيف نردّها إلى النثر".
وأضاف بيضون: "ومع ذلك فنحن لا نتواضع إذا قلنا أنها أُنجزت وأنجزت في غير الشروط التي يفترض انها لازمة وضرورية، انجزت بدون تعريف وبدون أصول وبلا اسم او هوية، بل وبالحيرة والتنازع والتناقض في كل من هذه، ولنقل إن الانجاز في حمى التنازع والاشكال هو المثل الذي يقدّمه شعراء النثر لمن لا يتعبون من السؤال من أين نبدأ. لنبدأ من البسيط الأبسط الذي بدأ نكاية وغدت العودة إليه نكوصاً إلى طفولة النقاش. سؤال هل قصيدة النثر شعر وهل للنثر ان يكون شعراً"، معتبراً أن واضعيه "انطلقوا من فرضية معرفتهم ما هو الشعر وما هو النثر، لكن الحيرة هنا لا نهاية لها، لأن هذا السؤال هو المحرّك الخفي لتقلّبات الفن ومسيرته".
واعتبر بيضون ان قصيدة النثر هي "مباشرة المدينة، عنى ذلك اكتشافها لا كاستعارة، ولكن كحياة، كمكان وزمان، كفهرست ضخم وخريطة مبعثرة وحياة ليلية وكثرة وتنوّع وبعثرة وانزلاق مكاني وزماني. المدينة هي التيمة الكبيرة المتحولة في قصيدة النثر(...) المدينة الانتقالية الموقوفة، على حد تعبير وضّاح شرارة، التي صنعت المفاجأة الماغوطية، كانت للماغوط عينان جديدتان رأتا في هذه اللحظة ما لم يره الشعراء". في حين وصف بيضون تجربة انسي الحاج في "لن" بمباشرة اللغة الموازية لمباشرة المكان لدى الماغوط، أما تجربة شوقي أبي شقرا فتميّزت بمباشرة الصورة.
وفي كل الأحوال، مباشرة المكان أو اللغة أو الصورة هي بناء الشعر على أساس مديني.
واعتبر بيضون أن قصيدة النثر ولدت، اذا استعرنا مصطلح دولوز، اقلية في الاقلية. مضيفاً: "يمكن القول ان هذا تقريباً خيارها. لا ادري اذا كان مقدراً للتجربة الماغوطية ان تؤمن انتقالاً سلساً لها، لكن قصيدة النثر شاءت من البداية ان تكون تحدياً، ليس لأوزان الخليل فحسب، ولكن في الدرجة الاولى لعمود الثقافة العربية. الفصاحة هي النظام اللغوي العربي. لكن ايضاً البناء الفوقي للثقافة العربية. هذا النظام اللغوي المتعالي هو تقريباً الاسطورة المؤسسة للعروبة القومية. كانت هنا المؤسسة الموحدة والهندسة العقلية والروحية للأمة، لم يخفَ هذا على مؤسسي قصيدة النثر، لم يغب عنهم ان الدعوة الى تفكيك الفصاحة العربية هي ايضاً دعوة الى تفكيك البناء الفوقي للاسطورة القومية".
وختم بيضون: "فكرت دائماً أن على الفنان ان يبقى شاباً. إنه كفاح مر، نجتهد فيه لنجدد أنسجتنا الروحية والفكرية. كفاح مر تغدو فيه السلسلة مقلوبة، فيكون الشباب هم الروّاد. ويكون علينا ان نلحق بهم".

"النهار" - الاثنين 22 أيار 2006


ليست هناك تعليقات:

الأكثر مشاهدة